وظائف المدرب
تقديم:
تعتبر وزارة الشباب والرياضة السلطة الحكومية التي تضطلع بدور تأطير الأطفال والشباب خلال الوقت الحر داخل فضاءاتها المتنوعة.
وباعتبار أن المدرب/المربي أحد أعمدة التأطير داخل هذه المؤسسات، وخاصة في مجال المخيمات، فإن مسؤوليته ومهامه تتجلى بالأساس بالالتزام والعناية المركزة خلال مختلف الأوقات والفترات التي يعيشها الطفل بالمخيم. وتتحدد بصفة عامة في المجالات التالية.
الأدوار التربوية للمدرب في علاقته بالطفل
يبتدئ دور المدرب انطلاقا من استقبال الأطفال، بحيث يخلف الانتقال من وسط إلى وسط آثاره على النفس، وقد يشعر الإنسان بنوع من الاضطراب الانفعال والترقب، وإذا التحق الأطفال بالمخيم فمن الطبيعي أن نلمس كمربين، هذه الظواهر النفسية والسلوكية، ذلك لما يعتريهم من شعور بالوحدة والغربة خصوصا أنهم ابتعدوا عن أهلهم، فيتولد لديهم قلق ضرفي، لا يكاد يختفي بفعل استئناسهم بالجو الجديد الذي يستجيب لاهتماماتهم واندماجهم في الحياة اليومية والجماعية، أمام هذه الوجوه المضطربة، والنفوس المنفعلة. فما هو دور المدرب أثناء كل وقت من الأوقات؟
· أوقات الاستقبال
أ. الإعداد المعنوي:
إذا تسلم المدرب مجموعة من الأطفال قبل السفر، فعليه أن يساعدهم على حمل أمتعتهم وحقائبهم وترتيبها داخل وسيلة السفر، وأن يعمل على أن يظلوا مجتمعين حوله، يتعرف على أسمائهم ويجالسهم طيلة فترة السفر لإشاعة جو المرح والانشراح، ويبعدهم عن التفكير في أهلهم وذويهم.
وإذا كان المدرب في انتظار الأطفال بالمخيم فعليه أيضا أن يساعد الصغار منهم على حمل أمتعتهم وإرشادهم إلى أقرب موقع مخصص لاستقبالهم للاستراحة من التعب وعدم تركهم لوحدهم، وأن يسألهم عن الظروف التي مر بعا السفر لأن ذلك يساعد على دفع الدهشة عنهم ويشعرهم بالأمن والطمأنينة، دون اللجوء بأي حال إلى التعنيف أو الاستفزاز.
· الإعداد المادي لاستقبال الجماعة:
إن الإعداد المادي المحكم لاستقبال جماعة الأطفال من شأنه أن يساهم في بث الأجواء المساعدة على تحقيق استقرار نفسي يسهل ضمان انطلاقة سليمة للمخيم، لذلك ينبغي أن يعمل الإطار على إعداد وتنظيم وسائل الإيواء وتوفيرها وتهيئ الأواني الفردية والجماعية، وتنظيف المرافق الصحية، وتجميل الأمكنة وتزيين المخيم.
وتظهر جسامة الوظيفة التربوية الملقاة على عاتق المدرب من خلال عمليتي الاستقبال والتوديع، وذلك اعتبارا لما تخلفه هذه الأوقات من انعكاسات مادية ومعنوية على الطفل.
· الأوقات القارة
وهي الأوقات التي لايطرأ عليها تغيير طيلة المرحلة التخييمية، وتضبط الحياة اليومية للطفل داخل المخيم من الاستيقاظ إلى آخر فقرة في البرنامج اليومي. وبها يتعود الطفل على الحياة المنظمة بشكل أوسع وأفضل (أنظر نموذج الأوقات القارة).
داخل هذا الوقت تظهر مسؤولية المدرب وجسامتها.
· أوقات النشاطات التربوية
يحدد للنشاطات التربوية أوقات بالبرنامج اليومي تتراوح بين فترة الصباح والزوال والمساء، وهي قابلة للتغيير حسب نوعية النشاط والمكان والزمان.
· أوقات الأكل
تعد أوقات الأكل أسعد لحظات الحياة اليومية بالمخيم حيث الأجواء العائلية، والجلوس الجماعي إلى مائدة الأكل في وقت محدد مما يولد الشعور بالانشراح ويفتح الشهية، ولتحقيق هذا ينبغي أن تكون قاعة الأكل متسعة، تتوفر على التهوية الكافية ومنافذ الضوء، وأن تكون الموائد مرتبة ترتيبا لا يخلو من مسحة جمالية، مع السهر على توفير أواني الأكل ومراعاة نظافتها، ومن المفروض، بل من اللازم أن يشارك المرشد أطفاله طعامهم على نفس المائدة حتى تتوطد أواصر المحبة بينه وبينهم، ويتم له التعرف على العديد من الحالات النفسية والسلوكية التي لا يمكن الوقوف عليها إلا عند الأكل، حاثا أطفاله على احترام آداب الأكل، البسملة، عدم شرب الماء خلال الأكل، عدم مغادرة المائدة قبل الانتهاء، تجنب التحدث بصوت مرتفع، عدم إثارة المواضيع البشعة، المضغ الجيد.
· أوقات الراحة
أوقات الراحة من الأوقات القارة التي يخصص لها حيز زمني كل يوم حتى يتحقق التوازن بين مختلف الأعمال والأنشطة التي يقوم بها الأطفال في حياتهم اليومية يالمخيم مراعاة لقدراتهم المحدودة على التحمل، وتعتبر هذه الأوقات في غالبها (الاستراحات / القيلولة) وقفات يراد بها أن تساعدهم على استرجاع حيويتهم ونشاطهم وإعدادهم لنشاط موال، وتنقسم إلى:
أ. أوقات الاستراحة:
قبل الأكل / بعد كل نشاط متعب ومرهق / وكلما دعت الضرورة إلى ذلك.
ب. أوقات القيلولة:
فترة راحة إجبارية بعد الأكل تتحدد مدتها حسب الطقس والموقع، يمكن أن تستغله في النوم أو المطالعة أو الأنشطة الهادئة.
ج. الراحة الشاملة:
أو النوم وهو أحسن وسيلة لاسترجاع القوة الجسمية والعقلية وتختلف عدد الساعات التي يستغرقها حسب الفوارق العمرية، وعلى المرشد أن يهيئ أطفاله للنوم، وذلك بعدم إطالة السهرات، وأن تكون موادها هادئة غير متضمنة لما يمكن أن يسبب إزعاجهم أو تخويفهم، كما يجب أن يتعودوا قبل النوم على: لبس المنامة أو الملابس الخاصة بالنوم وتبادل تحية النوم وتلاوة بعض الأدعية والأذكار.
· النظافة:
· جزئية:
بعد الاستيقاظ / قبل الأكل / قبل الصلاة / قبل الذهاب إلى النوم.
· كلية:
تحدد للاستحمام حصتان في الأسبوع بالبرنامج العام، وينبغي أن يكون الطفل محط مراقبة المرشدين خلال كل هذه العمليات مع وجوب التوجيه السليم.
وكثيرا ما يعتقد البعض على أن مسؤولية المدرب تنتهي بنهاية نشاطات المخيم التربوية، ناسيا أن أصعب فترات المخيم هي أوقات توديع الأطفال وفي هذا الوقت بالذات نكون في حاجة إلى يقظة المدرب وحرصه الشديد على سلامة الأطفال واستحضار ما تتطلبه من جهد.
· أوقات التوديع
إذا كانت عملية الاستقبال قد تطلبت جهدا ملحوظا، حاولنا أن نقنع الأطفال ونتودد إليهم لنثنيهم عن التفكير في الأهل والتعبير عن الرغبة في الرجوع إلى بيوتهم، فإن عملية إعدادهم للرحيل والمغادرة، يعتبرها أغلب المربين أصعب المراحل وأعقدها، لأن المرشد يكون هو الآخر طرفا في عملية التوديع بعد أن كان شاهدا فقط على عملية الاستقبال، ومن تم وجب أن نكون في مستوى هذا الموقف، وأن نعمل جاهدين للتغلب على عواطفنا وإخفاء انفاعلنا.
أ. الإعداد النفسي للأطفال:
· الحديث عن الأجواء العائلية وما يطبعها من علاقات متميزة بين الأطفال وآبائهم من جهة وإخوتهم من جهة أخرى (حب الوالدين والأهل والإخوة...)؛
· إرجاء الأنشطة المتميزة (الكيرميس – المهرجان...) إلى آخر المرحلة؛
· عدم الإفراط في ترديد أناشيد الفراق والرحيل وغيرها؛
· جعل موضوع حكمة اليوم أو كلمة الصباح يتمحور حول الرحيل مع العمل على تهيئ الأطفال نفسيا لتحمل آثاره (مثل : لكل بداية نهاية / الأمور بخواتمها...)؛
· اجتناب كل أشكال التهييج خلال الليلة الأخيرة.
ب. الإعداد المادي:
· الاستحمام وجمع الأمتعة وتهيئ الحقائب تحت مراقبة المرشدين؛
· جرد الضائعات وإشعار إدارة المخيم بذلك؛
· اتخاذ الاحتياطات اللازمة لسلامة الأطفال خلال السفر.