لماذا الحفل الختامي في المخيم؟وهل يعتبر تنظيمه ضـــروريا؟بقلم محمد ناعمينظم هذا الحفل تحت مسميات متعددة منها: الحفل الختامي التربوي والفني والثقافي، أو الأمسية الختامية أو السهرة الختامية، أو السمر التربوي والفني والثقافي الختامي.يخصص لهذا الحفل حيز زمني من اليوم ما قبل الأخير من المرحلة التخييمية لتهيئ فقراته ومستلزماته، إعلانا عن قرب ختام فعاليات المرحلة، واستعدادا لشد الرحال والعودة للديار. يقوم الأطفال والناشئون/ات في هذا اليوم بإعداد وتنظيم وترتيب وتنفيذ فقرات الحفل وبرنامجه في فضاء داخلي، أو ساحة خارجية، أو في الهواء الطلق، بمساعدة وتوجيه من المنشطين/ات التربويين/ات، وتخصص له فترة زمنية ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، يعرض فيها الأطفال والناشئون/ات أحسن الفقرات التي سبق عرضها في الصبحيات والأمسيات أو لقاءات السمر التربوي الليلي (السهرات).أهم ما يميز الحفل الختامي ـ الذي عادة ما يكون على شكل أمسية أو سمر تربوي (سهرة) ـ أنه حفلا متنوعا، تقدم فيه الحلويات والمرطبات، وتمتزج فيه الكلمات الترحيبية والتوجيهية التربوية بالموسيقى والشدو والترنيم والغناء الجماعي والفردي، والتمثيليات القصيرة، والحركات التعبيرية الجسدية، وتتخلله الصيحات والتصفيق المُصَاحَب بترنيمات الشكر والامتنان (النقط الحسنة) على فترات متقاطعة وتحت قيادة محكمة وبمساعدة من الأطر التربوية. أما ما نراه اليوم من النماذج الشاذة لمثل هذا الحفل وهذه المناسبة، فهو يعاكس بشكل جذري طبيعة البعد التربوي للمخيم وأدواره في بناء أذواق الأطفال والناشئين/ات وإسعادهم والترفيه عنهم ، كما يمكن أن يمارس في حقهم ـ بناء عليه ـ عقابا جماعيا يتمثل في استنزاف طاقاتهم في الإعداد له على حساب راحتهم، وإلزامهم بحفظ نصوص وأغاني وحركات تعبيرية ورقصات قد تكون من التعقيد يفوق قدراتهم، ويكون الهدف منها الاستعراضية والبهرجة ورسم صورة خادعة عن أنشطة المخيم وفعالياته التربوية والفنية والثقافية. زد على ذلك ما يتم تسخيره من إمكانيات كان من الأولى توظيفها في العمليات والوضعيات التربوية والبرامج التنشيطية والترفيهية البنائية اليومية، أو استغلالها في تحسين ظروف استقرار وإقامة وتغذية الأطفال والناشئين/ات. والطامة الكبرى نجدها في استعمال مكبرات الصوت وتذييع أغاني ذات كلمات سمجة، وأحيانا بذيئة تخدش حياء الكبار والصغار ، تجافي الذوق العام، ومنها ما يحمل إشارات وإيحاءات مباشرة وغير مباشرة عنوانها الحب وأحيانا التغزل بتفاصيل جسد المرأة و..... و ... بالإضافة إلى موسيقى صاخبة تتلوى معها الأجساد وتُهيَّج فيها الغرائز ، تنسف ما تم بناؤه من قيم ومضامين تربوية طيلة أيام المرحلة التخييمية. لذلك لا بد من القيام بمراجعات حقيقية لأشياء كثيرة غزت مخيماتنا التربوية تحت يافطة التجديد، ومنها الحفل الختامي، الذي يجب أن نؤمن بأنه ليس هدفا في حدث ذاته سواء في تنظيمه أو في فقراته وبرامجه، بقدرما أن الهدف الحقيقي منه هو :1ـ تعزيز إحساس الأطفال والناشئين/ات بأهمية التعاون والعمل الجماعي في الإعداد والتنفيذ لبرنامج الحفل الختامي.2ـ عيش لحظات ممتعة من الفرجة والترفيه والمرح.3ـ الإيمان بأن لكل مرحلة في حياتنا بداية ونهاية، والرائعون من يتركون أثرا طيبا في نفوس الآخرين ويحافظون على علاقات اجتماعية وصداقة مجموعة من الأطفال والناشئين/ات تكون بداية جديدة لعلاقات مبنية على قيم المحبة والاحترام الاعتراف والتقدير