إن تدريب المنشط (ة) التربوي (ة) يعتبر وسيلة من وسائل تطوير وتحسين أدائه التربوي، وتقليص جوانب الضعف والقصور في أدائه وسلوكه، وزيادة كفاياته المعرفية والتواصلية والأدائية التي تساهم هي الأخرى كذلك في تطوير فاعلية الجمعيات والمنظمات الناشطة في الحقل التربوي التي ينتمي اليها.
وعملية قياس أثر وأهمية التدريب في تطوير أداء المنشط
(ة) التربوي (ة) ليست بالأمر الهين كما يعتقد البعض، نظراً لطبيعة مجموعة من
العوامل المؤثرة فيها، سواء التي تتعلق بطبيعة التكوين الذي تلقاه ومنهاجه، وعلى
يد من؟ (ما مستواهم العلمي الاكاديمي وتجاربهم في مجالات التربية والتكوين
وتخصصاتهم في المجالات التي ترتبط بالتنشيط التربوي والفني والثقافي وإتقان
مهاراته وبيداغوجياته) أو ما يرتبط بشخصية المنشط(ة) وبمرجعيات وقيم الجمعية
والمنظمة التي ينتمي أو ينشط فيها، بالإضافة إلى ما يتعلق بمدخلات ومخرجات البرامج
التدريبية.
عندما
نرغب في قياس أهمية التدريب وأثره على المتدربين ، فغالبا ما نقوم بقياس ردود
أفعالهم ومواقفهم وآرائهم بطريقة علمية حيال التدريب نفسه، وما تعلموه، ومدى رضاهم
عن البرنامج العام للتدريب، ومدى فهمهم للمادة التدريبية، واستيعابهم لأفكار
وأهداف البرنامج التدريبي، وكذلك، إلى أي حد استطاعوا اكتساب مهارات أو قدرات
جديدة قابلة للتطبيق في مجال التنشيط ، وهل فعلا تم تطبيقها والتمرن والتدرب عليها
أثناء البرنامج التدريبي، ثم قياس مدى التطور والتحسن في التصرفات والمهارات في
المراحل التجريبية أو في ميدان العمل، بالإضافة إلى قياس ما إذا كانت كفاءة المنشط
(ة) قد ارتفعت بعد التدريب وتحسن وتطور أداؤه، وأصبح بعد ذلك أفضل حالا مما كان
عليه، ومن جانب آخر هل ارتفعت مؤشرات الأداء التربوي في الجمعية أو المنظمة التي
ينتمي إليها بشكل عام.