مقدمة:
إنّ غريزة اللعب عند الطفل من الغرائز التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الطفل فهو يرغب في اللعب بفطرته. فاللعب هو في الواقع أساس للتكامل الجسدي والروحي لدى الطفل، حيث أنّه يبعث فيه القوة في عضلاته والمتانة في عظامه كما أنّه ينمي فيه القدرة على الإبتكار ويفتّق قابلياته الكامنة إلى حيز الوجود.
وتعتبر الألعاب التربوية الطريقة المثلى للتعليم في مدارس الحضانة ورياض الأطفال بل وحتى في المرحلة الإبتدائية.
- وتعتبر أيضاً مدخل تربوي جيِّد وفعال في تشكيل شخصية الطفل وتكوين ذاته خاصة في السنوات الأولى من طفولته المبكرة.
- تعريف الألعاب التربوية: هي نشاط منظم ومخطط له وموجه نحو غايات تربوية محددة يقوم بها الطفل مستخدماً الأدوات والمستحدثات التعليمية المناسبة لذلك.
- أهدافها: ترمي الألعاب التربوية إلى تحقيق الأهداف التالية: 1- إيجاد حالة الإتزان النفسي لدى الطفل، وذلك عن طريق التنفيس عن مواقف القلق والإحباط والكبت المؤلمة التي قد يتعرض لها الطفل في البيت أو المدرسة، وكذلك تخفيف التوتر النفسي الناشىء عن الشعور بالذنب عند إرتكابه للأخطاء وتعديل ميول العدوان والأنانية وغيرها وتوجيهها إلى مواقف التعاون والتوافق النفسي والإجتماعي السليم. 2- تحقيق ذاتية الطفل كفرد يستطيع أداء أعمال قيمة ومفيدة وتعويده على تقدير قيمة الأشياء ومعرفة طرق العناية بها وحفظها. 3- تدريب الطفل على ممارسة مهارات التفكير وتنمية روح الإبداع والابتكار وملكة التخيل لديه، وكذلك إشباع دافع الفضول وحب الاستطلاع لديه لإثراء معلوماته وخبراته. 4- تعليم الطفل بعض المهارات الحسابية ومهارات القراءة والكتابة وإكسابه بعض الحقائق والمعلومات الهامة والاتجاهات الإجتماعية المناسبة. 5- تدريب الحواس المختلفة لدى الطفل وتنمية العضلات الدقيقة والكبيرة لديه من خلال قيامه بممارسة بعض المهارات اليدوية والجسمية في هذه الألعاب. 6- تعليم الطفل وتدريبه على ألعاب يقضي بها أوقات فراغه في مزاولة أنشطة نافعة له. 7- إحياء الألعاب الشعبية بهدف تعريف الطفل الجانب الثقافي والإجتماعي بها.
- خصائص اللعبة التربوية:
1- أن ترمي إلى تحقيق أهداف تربوية محددة لجوانب النمو المختلفة للطفل.
2- أن تكون مناسبة لخصائص النمو العقلي والنفسي والجسمي للطفل.
3- أن تكون مشوقة وتستثير ميول واهتمامات الطفل وتبعث في نفسه البهجة والسرور. 4- أن تهيئ للطفل الفرص للإبتكار والتعبير التلقائي والتخيل.
5- أن تراعى عوامل الأمن والسلامة من قبل الطفل أثناء قيامه باللعب بها.
6- أن تكون اقتصادية في التكاليف قدر الإمكان وخاصة في حالة وجود البدائل المناسبة لها.
7- أن تكون مألوفة بالنسبة للطفل أي مرتبطة بما هو موجود في بيئته.
8- أن تكون صالحة للتطبيق الجماعي أو لأكبر عدد ممكن من الأطفال.
9- يفضل اقتناء لعبة تحقيق أكبر عدد ممكن من الأهداف التربوية.
10- أن تهيئ للأطفال الفرص لممارسة بعض الأدوار المناسبة لهم حسب جنسهم وذلك لتدريبهم على الأدوار والمسؤوليات المرتبطة بالجنسين في الحياة العملية.
أنواع الألعاب التربوية: للألعاب التربوية أنواع كثيرة يختلف بعضها عن بعض من وجوه عديدة منها:
1- اللعب الحر: وهو الذي لا يتقيد بأيّة قاعدة.
2- اللعب الفردي: وهو الذي يتلهى به طفل واحد على انفراد.
3- اللعب بدون واسطة مادية: مثل الألعاب الذهنية والكلامية والحركية واللعب بوسائط بسيطة وهذه اللعب تنقسم إلى نوعين أساسيين:
1- اللعب الجاهزة مثل الدمية ونماذج البيوت والأثاث البيتي الصغير.
2- اللعب الإنشائية: التي تتكون من قطع خشبية أو معدنية تساعد على إنشاء أشياء متنوعة مثل المباني والجسور والآلات الميكانيكية وهي أكثر فائدة من الألعاب الجاهزة.
ولقد ابتكر رجال التربية الكثير من الألعاب التربوية التي تساعد على تربية الحواس وترسيخ المعلومات التاريخية والجغرافية وتفيد التربية والتعليم وسميت هذه الألعاب بأسماء مبتكريها مثل ألعاب فرويل الألماني ودكرولي البلجيكي.
وهي من الألعاب التي تحمل الأطفال على ملاحظة الأشكال أو الألوان أو الأعداد وبينها ما يستحثهم على القراءة والكتابة والحساب، وتشغل الألعاب التربوية حيزاً هاماً في رياض الأطفال والتعليم الإبتدائي. وهناك ألعاب مختلفة منها ما هو من نوع علب الإنشاءات والدومينوات التعليمية والتمبولات التعليمية والتمثيل.
المصدر: مجلة التربية/ العدد (11)