إن انخرط الناشئين/ات (المراهقين/ات) في أنشطة فنية أو يدوية، إبداعية وابتكارية، تتيح لهذه الفئة العمرية فرصا مهمة للتنفيس عن الانفعالات الحادة والضغوط النفسية التي يعانون منها في هذه المرحلة الحرجة من حياتهم، وهي المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى النضج والبلوغ، والتي تحصل فيها تغييرات هرمونية وجسدية ونفسية كثيرة. وهذا يستوجب على المربيين/ات الحرص على توجيه الناشئين/ات (المراهقين/ات) وإدماجهم في أنشطة تساعد على تحويل شتى ضغوطاتهم إلى فعل يساعد على التخفيف من انفعالاتهم الحادة كالرفض أو الغضب أو التوتر أو القلق أو الخوف، واختيار منها ما يسمح لهم بمساحات من التعبير باللفظ والحركة والملامح والجسد والرسم والحرف والتشكيل والإنتاج الفني واليدوي.
وهذه الأنشطة التي غالبا ما تكون عبارة عن محترفات في الشعر والكتابة والرسم والخط والزخرفة والتشكيل والنحت والطباعة وتصمم المواقع الالكترونية والإنشاد والأشغال اليدوية والمعامل التربوية والتعبير الجسدي المنظمة من طرف أطر تربوية متخصصة، هي في عمقها وتجلياتها وغاياتها الكبرى أدوات وآليات مهمة تتيح للناشئين/ات (المراهقين/ات) مسالك تساعدهم على الاندماج في ممارسات إبداعية ابتكارية يعبرون فيها بكل حرية عن أحاسيسهم وانفعالاتهم، وهذا الاندماج في التأمل والإبداع والتنظيم والترتيب والتفاعل مع العناصر الفنية والمهارية يعتبر عاملا مهما في النمو الذاتي المتزن، وأيضا هذا النوع من الممارسة الإبداعية الابتكارية كثيرا ما ينعكس إيجابيا على طريقة التفكير والسلوك العام للناشئين/ات (المراهقين/ات) داخل مؤسسات التربية والتكوين والترفيه، وتظهر امتداداته وتأثيراته واضحة خارجها بعده، وعلى مجمل lحياتهم وسلوكياتهم وعلاقاتهم بصفة عامة.